بشرى لكم يا أهل القرآن

بشرى لكم يا أهل القرآن

أهل القرآن الذين يتدبرونه و يفهمونه و يتلونه آناء الليل و آناء النهار يبشرهم ربهم في كتابه و رسوله صلى الله عليه و سلم بما يلي :

الأولى: تجارتهم بالقرآن مع الله عز وجل رابحة قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) يا أهل القرآن إنها تجارة لن تبور ويقول صلى الله عليه و سلم: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ، ولكن : ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف»الترمذي, نعم إنها تجارة رابحة ،ويقول صلى الله عليه و سلم«أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِىَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِى غَيْرِ إِثْمٍ وَلاَ قَطْعِ رَحِمٍ ».فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ. قَالَ « أَفَلاَ يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمَ أَوْ يَقْرَأَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلاَثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ »متفق عليه، جهد قليل وأجر عظيم إنها تجارة رابحة ،ويقول صلى الله عليه و سلم«أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِى لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ». قَالُوا وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَالَ « (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ » متفق عليه، ويقول صلى الله عليه و سلم:« من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار والقنطار خير من الدنيا » رواه الطبراني، إنها تجارة رابحة ،ويقول صلى الله عليه و سلم:« مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطَرِينَ »أَبُو دَاوُدَ، والله إنها تجارة رابحة ولذلك يقول صلى الله عليه و سلم:« لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْانَ فَهُوَ يَتْلوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ»متفق عليه

الثانية:أهل القرآن يبشرون بالرفعة في الدنيا والآخرة يقول الله سبحانه وتعالى: ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) , والقرآن هو أفضل العلوم ويقول صلى الله عليه: «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ »مسلم. يرفعهم الله في الدنيا ويجعلهم أئمة, قال صلى الله عليه و سلم «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ» متفق عليه, وهذه رفعة بتقديم حافظ القرآن للإمامة و إن كان صغيرا ,فهذا عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه, أم قومه و هو ابن ستة أو سبع سنين لأنه كان أحفظهم لكتاب الله , وأما الرفعة في الآخرة يقول صلى الله عليه و سلم :« يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِى الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا »أبو داود. ويقول صلى الله عليه و سلم« يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقول : اقرأ و ارق و يزاد بكل آية حسنة»الترمذي.

الثالثة: أهل القرآن مبشرون بشفاعة القرآن لهم يوم القيامة يقول صلى الله عليه و سلم« اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ » مسلم، ويقول صلى الله عليه و سلم« الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَة فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ» ويقول صلى الله عليه و سلم« القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله إمامه ؛ قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ؛ ساقه إلى النار » ويقول صلى الله عليه و سلم« إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له و هي : { تبارك الذي بيده الملك } »الحاكم.

الرابعة: أهل القرآن يبشرون بالهداية إلى كل خير وبعدم الضلال وبالخيرية يقول الله تعالى: ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) فأهل القرآن يهديهم ربهم إلى أقوم الطرق في كل شيء(فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) ،ويقول صلى الله عليه و سلم«أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا »الطبراني ، ولذلك قال صلى الله عليه و سلم لأبي ذر: «عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء »وقال صلى الله عليه و سلم:« من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف»البيهقي، وقال صلى الله عليه و سلم :« خيركم من تعلم القرآن وعلمه »البخاري.
فأهل القرآن مبشرون بالخيرية و الهدى فاحرصوا عباد الله أن تكونوا من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته ويفهمونه ويتدبرونه .أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من أهل القرآن

الخامسة : أهل القرآن يبشرون بالجنة والنعيم المقيم قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ *لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) وقال صلى الله عليه و سلم :« يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة : اقرأ و اصعد فيقرأ و يصعد لكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه »ابن ماجه, صاحب القرآن عباد الله إذا دخل الجنة اقرأ من حفظك، أليس في هذا تنافس عباد الله و لكن العاقل هو الذي يتنافس .
وقال صلى الله عليه و سلم:« من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»النسائي،وقال صلى الله عليه و سلم :« من قرأ { قل هو الله أحد } عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة »أحمد،وقال صلى الله عليه و سلم:« الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ- أي مع الملائكة في جنات النعيم- »متفق عليه.